وقال في المعجم المختص: هو الإمام القدوة الرباني، قرأ بالروايات، واتقن الحديث وعني به ورحل فيه، متين الديانة ثخين الورع، كبير القدر مؤثرا للانقطاع، ثم قرأ المنطق وحصل جامكية، ثم ترك ذلك وانقطع مرابطا بزاوية ظاهر الإسكندرية. وقال الشيخ شهاب الدين بن النقيب: بمكة رجلان صالحان: احدهما يؤثر الخمول وهو ابن خليل، والآخر يؤثر الظهور وهو اليافعي، وكان ابن خليل ربما عرضت له جذبة فيقول فيها أشياء. وكان قد ولي مشيخة الخانقاه الكريمية بالقرافة ثم تركه واشتغل بالعبادة وانقطع في خلوة بسطح جامع الحاكم، وقد تصدى للإسماع في أواخر زامنه، ومع ذلك فلم يحدث بجميع مسموعاته لكثرتها، وكان يرد على كبار المحدثين حال قراءتهم عليه ما يقضون العجب من استحضاره مع طول بعد العهد، وقد اشتهر عند المصريين ب الشيخ عبد الله اليمني، وكان ينكر على من ينسبه لذلك، وعند المحدثين بن ابن خليل، وقد ذكر بعض أصحابه أنه أعطاه دراهم، قال: فاشتريت بها ورقا فما كتبت في شيء منه في حاجة إلا قضيت، وكان يحب سماع غناء العرب الذي كان يقال له قديما النصب، وأضر بأخرة. قرأت بخط القاضي تقي الدين الزبيري وأجازنيه: كان محدثا فاضلا فقيها نظارا بحاثا ذا قدم راسخ في العلم، تهرع إليه الملوك فمن دونهم، وعنده نفرة من الناس، ودفن بتربة تاج الدين بن عطاء بالقرافة،