يقتتل هو وثابت فمن غلب كان الأمير، فاقتتلا في ذي القعدة فغلبه جماز واستولى على المدينة.
وفي التاسع من جمادى الآخرة بويع للأمير جكم بالسلطنة، ولقب الملك العادل، وضربت السكة باسمه، وخطب له بحلب، ثم أرسل دعاته إلى البلاد فأطاعه جميع النواب بالممالك الشامية والشمالية وخطب له بها، ولم يتأخر عن طاعته غير صفد لإقامة شيخ بها ومن معه بل خطب له من غزة إلى الأبلستين، وانتزع البيرة من كزل وكان عصى بها، وحلف له نوروز ومن بعده بدمشق في ذي القعدة وكذا من بعده من الأمراء، فقدر الله تعالى أن مدته لم تطل، فإنه استولى على القلاع التي بيد التركمان كلها، ولم يتأخر عليه سوى آمد، كانت مع محمّد بن قرا يلك فعصى عليه، فخرج إليه جكم بأبهة السلطنة وعدا الفرات من البيرة، فراسله عثمان بن طورغلي وهو المعروف بقرا يلك يسأله الصلح ويخضع له، فلم يصغ إليه بل قال: لا أرجع عنه إلا أن جاء وقبل رجلي في الركاب، فإن شئت عفوت عنه وإن شئت قتلته، فرجع رسله إليه بذلك فاستعد للحصار، وأشار على