يحكم العربية مع الدين والتصون انتهى. وخرج له أبو الحسين بن أبيك جزءا من حديثه حدث به ومات قبله بدهر، وكتب عنه ابن رافع في معجمه من نظمه. وقرأت بخط بن القطان وأجازنيه: كان إماما في العلوم عارفا بالجدل يؤدي دروسه بتؤدة ولطافة وللفقه من فيه حلاوة وطلاوة، وهو أنظر من رأينا غير أنه كان إذا ظهر المنقول بخلافه أو اتجه عليه البحث تظهر الكراهية في وجهه، وكان يغض من كثير من العلماء لا سيما أهل العصر، قال: وذكر لي الشيخ بهاء الدين بن عقيل أنه كان معيدا عنده في درس القلعة قبل أن يتوجه إلى الشام، وكانت ولايته طرابلس بسعي تاج الدين عند السلطان حسن في إخراجه من الشام، ثم سعى في أيام يلبغا فأذن له في دخول القاهرة، قال: وكان بخيلا بالوظائف على مستحقيها كثير التخصيص بها لأولاده ومن يختص به، وكان يجيز من يعرض عليه كتابا في الفقه، ولما عزل من قضاء القاهرة وسعى في قضاء الشام بعد أن كان السلطان الأشرف أمر بإخراجه فاستقر بها، ثم في هذه السنة سعى أشد السعي حتى استقر ولده ولي الدين في قضاء الشام في حياته، وعاش بعد ذلك قليلا ومات. قلت: وقال ابن حجى: كان إماما نظارا جامعا لعلوم شتى، وقد كتب قطعة من مختصر المطلب، وقطعة من شرح الحاوي، وقطعة من شرح المختصر، وكانت ولايته القضاء أخيرا بالشام سنتين، وأضيفت إليه الخطابة قبل موته بشهر واحد ثم مرض مائة يوم ومات في ربيع الأول.