للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أستادار السلطان مدرسته بالقاهرة برحبة العيد ورتب فيها مدرسين على المذاهب الأربعة ودرس حديث، فالشافعي همام الدين الخوارزمي وهو شيخ الصوفية، والمالكي. . . . .، والحنفي بدر الدين محمود بن الشيخ زاده، والحنبلي فتح الدين أبو الفتح ابن الباهي، ومدرس الحديث كاتبه، ومد في أول يوم سماطاً هائلاً وملأ الفسقية بالسكر المكرر واستمر حضور المدرسين في كل يوم، يحضر واحد ويخلع عليه عند فراغه، فلما كان بعد أسبوع جدد فيها درس تفسير وقرر المدرس قاضي القضاة جلال الدين البلقيني وعمل له إجلاساً في قوله تعالى: إنما يعمر مساجد الله واستمر بعد ذلك يدرس من هذا الموضع، وبعد قليل نم بعض الناس على جمال الدين بأنه عمل مدرسة وبالغوا في وصفها وما بها من الرخام والزخرفة وأنه ما اكتفى بذلك حتى شرع في أخرى بباب زويلة، فاستفسره الناصر عن ذلك ففهم من أين أتى فقال: إنما شرعت في عمل صهريج ومسجد وفيه مدرس على اسم مولانا السلطان ليختص بثواب ذلك، فأرضاه بذلك وقد لزم غلطه فصيره له حقيقة فلم يكمل جمال الدين من

<<  <  ج: ص:  >  >>