وصرف الحسباني عن قضاء الشافعية بدمشق وقرر الأخناني فتوجه مع الحسباني إلى وطاق الخليفة، فكتب له توقيعاً بخطابة الجامع ونظر الأسرى ومشيخة السميساطية ونصف الناصرية، فضرب نوروز على الخطابة وأبقاها مع الباعوني، ثم بقي نصف الناصرية مع شهاب الدين ابن نقيب الأشراف، ثم قرر الباعوني في المشيخة، فلم يبق مع الحسباني سوى نظر الأسرى ثم انتزعت منه.
وفي ثامن صفر وصلت الأخبار إلى القاهرة صحبة كزل بما جرى للناصر وقرئت الكتب بذلك على الناس، وكذب اسنبغا الزردكاش ذلك وأراد إثارة فتنة، فساس يلبغا الناصري الأمر حتى سكن اضطرابه، ووصل كتاب الخليفة بأن يسلم يلبغا القلعة فأذعن له وتوجه إلى داره، وصدرت الكتب من الخليفة إلى أمراء التركمان والعربان والعشير ومفتتحها: من عبد الله ووليه الإمام المستعين بالله أمير المؤمنين، وخليفة رب العالمين، وابن عم سيد المرسلين، المفترضة طاعته على الخلق أجمعين، أعز الله ببقائه الدين إلى فلان.
وفي الثامن من ربيع الأول توجه الخليفة وشيخ ومن معهما إلى القاهرة فدخلوا في يوم الثلاثاء ثاني شهر ربيع الآخر بعد أن تلقاهم الناس إلى قطيا وإلى الصالحية وإلى بلبيس، وحصل للناس من الفرح بذلك