للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالعظائم الشنيعة، ثم لما توجه المستعين إلى القاهرة أقام الباعوني بدمشق إلى أن مات، وكان طوالا مهاباً فصيح العبارة جميل المحاضرة حسن المذاكرة سريع الدمعة جداً مقتدراً على ذلك حتى حكى لي من شاهده يبكي بعين واحدة، وكان عفيفاً نزهاً لا يحابى ولا يداهن ولا يعاب إلا بالإعجاب والتزيد في الكلام والمنامات، ثم كان ممن قام في خلع الناصر فولاه المستعين قضاء الديار المصرية، ثم صرف بعد استقرار الأمر من غير أن يباشره لم يرسل إلى القاهرة نائباً، ثم ولي خطابة الجامع بدمشق ثم صرف، وقد اجتمعت به ببيت المقدس، وأنشدني من نظمه، وسمعت عليه جزءاً سمعه من أحمد بن محمد الأيكي صاحب الفخر ثم اجتمعت به بالقاهرة، وهو القائل:

ولما رأت شيب رأسي بكت … وقالت عسى غير هذا عسى

فقلت البياض لباس الملوك … وإن السواد لباس الأسى

فقالت صدقت ولكنه … قليل النفاق بسوق النسا

وله قصيدة في العقيدة أولها:

أثبت صفات العلي وأنف الشبيه فقد … أخطا الذين على ما قد بدا جمدوا

<<  <  ج: ص:  >  >>