للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبكي مقري، ولد سنة سبع عشرة وسبعمائة، وكان اسمه أولا تماما ثم غيره أبوه بعده بعد أبن بلغ سن التمييز، وحفظ القرآن صغيرا وتلا على التقى الصائغ ببعض القراءات، وأحضر على علي بن عمر الواني، وأسمع على الحجاز وغيره، وسمع بنفسه من جماعة واشتغل بالعلوم فمهر فيها فأفتى ودرس وله عشرون سنة، وولي وظائف أبيه بالقاهرة وله إحدى وعشرون سنة لما تحول أبوه إلى قضاء الشام وقد ولي قضاء الشام مرة بدلا عن أخيه وذلك سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وحضر أخوه تاج الدين على وظائفه بالقاهرة، وولي بهاء الدين درس الفقه بجامع ابن طولون والخطابة به والميعاد، ودرس الفقه بالمنصورية وقضاء العسكر وافتاء دار العدل ودرس الشافعية بالشيخونية أول ما فتحت.

قال العماد ابن كثير في حقه: كان قانتا عابدا كثير الحج، وقال ابن حبيب: إمام علم زاخر اليم، مقرون بالوفاء الجم، وفضله مبذول لمن قصد وأم، وقلمه كم باب عدل فتح، وكم شمل معروف منح، وأفتى وهو ابن عشرين سنة، وكان مواظبا على التلاوة والعبادة وهو القائل:

اتتنى فآتتنى الذي كنت طالبا … وحييت فأحييت لي منى ومآربا

وقد كنت عبدا للكتابة أبتغي … فرقت على رقي فصرت مكاتبا

مات بمكة في شهر رجب وله ست وخمسون سنة، وقرأت

<<  <  ج: ص:  >  >>