للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين كتابتهما عنه ووفاته ستون سنة:

أخلانا الأماجد إن رحلنا … ولم ترعوا لنا عهداً وإلا

نودعكم ونودعكم قلوبا … لعل الله يجمعنا وإلا

مات في ليلة العشرين من شوال وهو ممتع بحواسه وقد ناهز التسعين.

نوروز كان ممن مماليك الظاهر، وأول ما رقاه خاصكيا، ثم أمير أخور عوضاً عن بكلمش سنة ثمانمائة، وكان قبل ذلك أمره رأس نوبة صغيرا في شهر رجب سنة سبع وتسعين وسبعمائة، ثم رام القيام على السلطان فنم عليه بعض المماليك فقبض عليه في صفر سنة إحدى وثمانمائة وقيده وحمل إلى الإسكندرية فسجن ثم نقل إلى دمياط ثم أفرج عنه في سنة اثنتين وثمانمائة واستقر رأس نوبة كبيراً واستقر في نظر الشيخونية، وحضر قتال ايتمش ثم وقعة اللنك ورجع مع من انهزم، واستمر ينتقل في الفتن على ما مر في الحوادث إلى أن قتل في ربيع الآخر، وكان متعاظماً سفاكا للدماء عبوسا مهابا شديد البأس، وكان مشؤم النقيبة، ما كان في عسكر قط إلا انهزم، ولا حفظ له أنه ظفر في وقعة قط، وهو الذي عمر قلعة دمشق بعد اللنك، قال العينتابي: كان جباراً ظالماً غشوماً بخيلاً - كذا قال وقد سمعت الشيخ تقي الدين المقريزي يقول سمعت نوروز هذا يقول ما معناه إني ليشق على أن لا يكون في مماليك أستاذي الملك الظاهر رجل كامل في أمور المملكة وتدبير الرعية والرفق بهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>