الشيخ نصر الله إلى أن ظهرت براءة ساحته، وغمز على أعجمي كان ينزل في مدرسة العتباني، ثم مرض فحمل إلى المارستان فهدد، اعترف أن الكتاب خطه وأن ابن الدربندي هو الذي أملأه عليه وادعى ابن الدربندي أن الذي ألجأه إلى ذلك الأمير الطنبغا الصغير بغضاً منه في جقمق، فغرق الدربندي في النيل، ونفي الشخص الذي استعمل الوتد إلى قوص، ومات الكاتب عن قرب بالمارستان، وبرئت ساحة جقمق عند السلطان ولم يتغير ما بينه وبين الطنبغا الصغير لتحققه كذب ابن الدربندي. واشتد غضب جقمق من طائفة العجم، فرسم عن إذن السلطان بتسييرهم إلى بلادهم، وشدد في ذلك حتى ألزم من بالخوانق وبالمدارس بالسفر فضجوا وتعصب لهم الهروي وغيره، ولم يزالوا يستعطفون السلطان إلى أن أهمل أمرهم.
وفي ثامن جمادى الآخرة قدم فخر الدين الأستادار من الصعيد وصحبته عشرون ألف رأس من الغنم سوى ما تلف وألف وثلاثمائة رأس رقيق وثلاثة آلاف رأس بقر وتسعة آلاف رأس جاموسة ومن القند والعسل شيء كثير جداً، فقوم عليه جميع ذلك بمائة ألف دينار والتزم بالقيام بها، ثم بعد مجيئه من الصعيد خلفته هوارة في ألف فارس