وقد أفحش التركمان في سلب الطرابلسيين حتى رجعوا عراة، فلما بلغ ذلك السلطان غضب وأمر باعتقال برسباي بقلعة المرقب، ثم أفرج عنه بسعي ططر وكان من إخوته ونقله إلى دمشق ثم أعطاه تقدمة بها، فاستمر فيها إلى أن كان عاقبة أمره أن تولى السلطنة بعد هذا، واستبد بالأمر كله بعد ثلاث سنين، وجهز سودون القاضي إلى طرابلس أميراً عليها عوضاً عنه، فسافر في شوال.
ولما وصل قرا يوسف في رجوعه إلى ماردين مات ابنه الأصغر، فيقال إنه من شدة حزنه عليه قال كلاماً شنيعاً وسيأتي بيانه في حوادث سنة ثلاث وعشرين إن شاء الله.
ولما رجع قرا يوسف إلى تبريز غضب على ولده إسكندر واعتقله، وأرسل إلى ولده الأكبر محمد شاه صاحب بغداد، وكان عصى عليه فصالحه.
وفي شوال قدم صريغاً دويدار يشبك نائب حلب وصحبته شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمد بن السفاح كاتب سر حلب باستدعاء السلطان لهما بشكوى النائب، فوقفا بحضرة السلطان وتنصلا مما نسب إليهما