الكثير من حديث السلفي بالسماع المتصل وبالإجازة الواحدة، ثم قدم سنة ثمان وتسعين فلازمنا في الأسمعة وسافر صحبتي إلى مكة في البحر فجاور بها، ثم رحل إلى دمشق مرة ثانية فأقام بها فرافقني في السماع في سنة اثنتين وثمانمائة بدمشق ورجع معي إلى القاهرة، ثم حج في سنة أربع وجاور سنة خمس فلقيته في آخرها مشمراً على ما أعهده من الخير والعبادة والتخريج والإفادة وحسن الخلق وخدمة الأصحاب، واستمر مجاوراً من تلك السنة إلى أن خرج إلى المدينة ثم توجه في ركب العراق، ثم ركب البحر إلى كنباية من بلاد الهند ثم رجع إلى هرمز، ثم جال في بلاد المشرق فدخل هراة وسمرقند وغيرهما، وصار يرسل إلى كتبه إلى مكة بالتشوق إليها وإلى أهله، وقد خرج لشيخنا مجد الدين الحنفي مشيخة ولشيخنا جمال الدين ابن ظهيرة معجماً وحرج لنفسه المتباينات فبلغت مائة حديث، وخرج أحاديث الفقهاء الشافعية، ونظم الشعر الوسط ثم جاد شعره في الغربة وطارحني مراراً بعدة مقاطيع، ثم بلغني أنه مات في أول سنة إحدى وعشرين بيزد، خرج من الحمام مات فجأة، وأرخه الشريف الفاسي في سنة عشرين - فالله أعلم.