مدة بسبب الذب عن منصب أخيه تقي الدين قاضي المالكية إلى أن مات مطعوناً في هذه السنة.
عمر بن أحمد بن عبد الواحد، شاد زبيد، كان له اعتناء بالعلم رحمه الله تعالى.
فضل الله بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن مكانس، مجد الدين بن فخر الدين، ولد في شعبان سنة سبع وستين ونشأ في نعمة وعز في كنف أبيه، فتخرج وتأدب ومهر ونظم الشعر وهو صغير السن جداً، وكان أبوه يصحب الشيخ بدر الدين البشتكي فانتدبه لتأديب ولده، فخرجه في أسرع مدة، ونظم الشعر الفائق، وباشر في حياة أبيه توقيع الدست بدمشق وكان أبوه وزيراً بها، ثم قدم القاهرة وساءت حالته بعد أبيه، ثم خدم في ديوان الإنشاء وتنقلت رتبته فيه إلى أن جاءت الدولة المؤيدية، فأحسن القاضي ناصر الدين البارزي كثيراً واعتنى به ومدح السلطان بقصائد وأحسن السفارة له فأثابه ثواباً حسناً، وكانت بيننا مودة أكيدة اتصلت نحواً من ثلاثين سنة وبيننا مطارحات وألغاز، وسمعت من لفظه أكثر منظومه ومنثورة، وجمع هو ديوان أبيه ورتبه، وشعره في الذروة العليا وكذلك منثوره، وجمع هو ديوان أبيه ورتبه، وشعره في الذروة العليا وكذلك منثورة لكن نظمه أحسن منه، وكان قليل البضاعة من العربية فربما وقع له اللحن الظاهر وأما الخفي فكثير جداً، مات في يوم الأحد خامس عشري شهر ربيع الآخر.