بحلب وتقاويمه رائجة في البلاد، وعليه اعتمادهم عند إرادة الحروب، وله إصابات كثيرة يحفظها الحلبيون، وسمعت القاضي ناصر الدين البارزي يبالغ في إطرائه، ووصفه غيره بقلة الدين وترك الصلاة وانحلال العقيدة، وكان يقال عنه إنه يشرب المسكر، قال القاضي علاء الدين، ولم يكن عليه أنس أهل الدين، ونزح عن حلب خوفاً من الطنبغا القرمشي لكائنة جرت له معه، وهي أنه لما أراد أن يركب ومنع القرمشي قال له ابن ملاعب: ما هو جيد، فخالفه وركب فقتل، وذكر القاضي علاء الدين من إصاباته أنه قال لنوروز لما كان شيخ يحاصره بحماة كان استصحب ابن ملاعب معه فوعد بتخلخل عسكر شيخ ويحصل له نكدة، فلما أصبحوا لم يقع شيء إلى العصر فإن سهماً أصاب جبهة شيخ فجرحه فحصل في عسكره رهج واضطراب، قال: وسمعته مراراً يقول إن هذا الذي أقوله ظن وتجربة لا قطع فيه، وسكن صفد ومات بها في هذه السنة وقد جاوز الثمانين.
أحمد بن أحمد بن عثمان، الدمنهوري، شهاب الدين المعروف بابن كمال، كان كثير الحج والمجاورة، وكان يعظ الناس بمكة