للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستحفظ لها إمامه سراج الدين، ثم انتقل ذلك لعثمان المذكور بعد أن رفع على سراج الدين المذكور أنه ضيع كثيراً منها، فاختبرت فنقصت نحو مائة وثلاثين مجلدة، فعزل سراج الدين وقرر عثمان، فاستمر يباشر ذلك بقوة وصرامة وجلادة وعدم التفات إلى رسالة كبير أو صغير حتى أن أكابر الدولة وأركان المملكة يحاوله الواحد منهم على عارية كتاب واحد وربما بذلوا له المال الجزيل فيصمم على الامتناع حتى اشتهر بذلك، فرافع عليه شخص من الناس أنه يرتشي في السر، فاختبرت العشر سواء، لأنها كانت أربعة آلاف مجلدة فنقصت أربعمائة، فالتزم بقيمتها فقومت بأربعمائة دينار فباع فيها موجوده وداره وتألم أكثر الناس له، ولم يكن عيبه سوى كثرة الجنف على فقراء الطلبة وإكرام ذوي الجاه. وفي أول شهر ربيع الأول قرر قصروه أمير آخور في نيابة طرابلس، وقرر جقمق الذي كان استقر حاجباً كبيراً في مكانة أمير آخور في ثاني عشرة، واستقر في الحجوبية أزبك الأشقر وعمل المولد السلطاني، فحضر القاضي الشافعي المعزول وأجلس رأس الميسرة، وتحول الحنفي من ثم فجلس الشافعي المستقر في الميمنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>