أميراً يقال له باله في تسعة أغربة، فوقف على فوهة دمياط يمنع أغربة المسلمين من الدخول في البحر الملح فوقف هناك، فصادف مجئ العمارة من الإسكندرية فقصدوهم فانهزموا منهم بغير قتال، وسافر الجميع من فم دمياط إلى طرابلس فانضم إليهم المراكب المجهزة منها ومن بيروت، واجتمع فيها من الأمراء والجند والمطوعة ومن العشير والزعر عدد كثير، ثم راسل كبيرهم وهو جرباش الكريمي جابوش في الدخول في الطاعة فامتنع، فسافروا إلى جهته فوصلوا إلى الماغوصة، فطلع الخيالة وأكثر المشاة وضربوا خيامهم بالبر، فحضر رسول صاحب الماغوصة ومعه ضيافة وقال إنه في الطاعة، فأعطوه أماناً وركبوا في الحال فداسوا من قدروا عليه وأوسعوهم تخريباً وتحريقاً، وكان ذلك في رمضان، وأوقع الله الرعب في قلوب الذين كفروا حتى كان الثلاثة من المسلمين يدخلون الضيعة وفيها ما بين المائة والخمسين فلا يمتنع عليهم أحد، ثم صادفهم أخو جابوش في ألف فارس وثلاث آلاف رجال غير الكمناء، ثم إنه قذف في قلبه الرعب فرجع بمن معه، ولما تمت لهم في الماغوصة أربعة أيام وقد أوسعوها نهباً وأسراً قصدوا الملاحة وأحرقوا ما مروا عليه إلى مكان يقال له رأس العجوز، فوجدوا هناك أميراً فأسروا من معه وقتلوه، ثم صادفوا تسعة أغربة وقرقورة مشحونة مقاتلة فلا قاهم المسلمون،