للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السواحل، وطار خبر هذه الغزاة إلى الآفاق وعظم بها قدر سلطان مصر ولله الحمد! وأنشد الأديب زين الدين عبد الرحمن بن محمد ابن الخراط موقع الدست بالقلعة قصيدة فائية أولها:

بشراك يا ملك الملوك الأشرف … بفتح قبرس بالحسام المشرف

فتح لشهر الصوم تم قتاله … من أشرف في أشرف في أشرف

أحيا الجهاد وكان قبل على شفا … من تركه فشفيته حتى شفي

قالت دمى تلك الديار وقد عفا … إنجيلهم أهلاً بأهل المصحف

وفي طويلة يقول في آخرها:

لم تخلف مثلك فاتكاً … ملكاً ومثلي شاعراً لم تخلف

فيك التقى والعدل والإحسان في … كل الرعية والوفا والفضل في

وبيع السبي والغنائم وحمل الثمن إلى الخزانة السلطانية وفرق في الذين جاهدوا منه بعضه بعد أن كان السلطان هم أن يقسم الغنيمة بالفريضة الشرعية ثم انثنى عزمه عن ذلك.

وفي ثالث شعبان ابتدئ بقراءة الحديث بالقلعة وبدأ القارئ يقرأ في صحيح مسلم، وأمر السلطان بإحضار القضاة المنفصلين فجلسوا عن يسار السلطان، وجلس كاتبه عن يمينه وبجانبه العينتابي ثم المالكي ثم عبد العزيز الحنبلي، وجلس المشايخ يمنة ويسرة وهم يزيدون على العشرة، ووقعت فوائد ومباحث فظهرت مقادير انحطاطاً وارتفاعاً، فلما كان يوم الختم خلع على القضاة التشاريف على العادة لكنهم كانوا سبعة، وخلع

<<  <  ج: ص:  >  >>