يد البرهان الإختاني وحبس ثم أطلق، وصحب فخر الدين ابن مكانس، وأقرأ ولده وأدبه، وتخرج به فمهر في الأدب، وله مطارحات مع أدباء أهل العصر وهاجي جماعة منهم، وكان هو كثير الإنجماع، يرجع إلى دين متين مع محبته في المجون والخلاعة، ثم أقلع وتاب ولازم الإنجماع، وكان حسن الأخلاق في أول ما يصحب ثم لا يلبث أن يتغير، وفي الجملة كان عديم النظير في الذكاء وسرعة الإدراك إلا أنه تبلد ذهنه بكثرة النسخ، وقد مدح القاضي برهان الدين بن جماعة بعدة قصائد طنانة، سمعت منه كثيراً من شعره ومن فوائده، وكانت وفاته فجأة، دخل الحمام فمات في الحوض يوم الاثنين ثالث عشري جمادى الآخرة، ومن نظمه:
كنت إذا الحوادث دنستين … فزعت إلى المدامة والنديم
لأغسل بالكؤس الهم عني … لأن الراح صابون الهموم
قاسم المؤيدي الدوادار، كان ولي الإسكندرية ثم إمرة بحلب، ثم استمر بها إلى أن قتل في المحرم.
كافور أغتمشي الزمام، مات يوم الأحد خامس عشري ربيع الآخر وقد قارب الثمانين، وهو صاحب المدرسة التي تجاه حارة الديلم، واستقر بعده في الزمامية خشقدم الظاهري.
محمد بن المحدث عماد الدين إسماعيل بن محمد بن بردس بن رسلان