للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ القرآن في صغره، وحفظ المنهاج والعمدة والألفية، وتلا بالسبع على جماعة منهم ابن اللبان، وصحب الشيخ أبا بكر الموصلي والشيخ قطب الدين، وأقبل على العبادة، واشتهر من بعد سنة تسعين حتى أن اللنك لما طرق الشام أرسل من حماه وحمى من معه، وكان شيخ المؤيد يعظمه، وأرسله في سنة ثمان وثمانمائة رسولاً عنه إلى الناصر، فاجتمعنا به بالقاهرة ومصر وسمعنا من فوائده، وكان سهل العريكة، لين الجانب، متواضعاً جداً، محباً في العلماء والمحدثين، وكان قدم رفيقاً له في ذلك الشيخ شهاب الدين بن حجى فنزلا بمدرسة البلقيني ثم بمدرسة المحلى على شاطئ النيل ثم رجعا، وبنى شيخ له زاوية، وكان يتردد إلى بيروت للمرابطة، وله بها زاوية فيها سلاح كثير، وكلمته نافذة عند الفرنج، ويكتب إليهم بسبب المسلمين فيقبلون ما يكتب به، وحصل له في آخر عمره ضعف في بدنه وثقل سمعه؛ ومات ليلة عيد الفطر ودفن صبيحتها، وكانت جنازته مشهودة، وصلينا عليه بحلب صلاة الغائب.

منكلى بغا الحاجب وهو من مماليك الظاهر، اشتغل كثيراً، وكتب الخط الحسن، وولي حسبة القاهرة في دولة المؤيد، وأرسله الناصر فرج

<<  <  ج: ص:  >  >>