وثمانمائة واستمر في ذلك، ولم يكن في أحكامه محموداً، وكان في بصره ضعف فتزايد إلى أن أضر وهو مستمر على الحكم، وكان يؤخذ بيده فيعلم بالقلم ويكتب عنه الفتوى ثم يكتب هو اسمه، وكان فصيحاً ذكياً مشاركاً في عدة فنون، جيد الذهن، لين العريكة، سهل الانقياد، قليل الحسد مع المروءة والعصبية، وقد أقبل في أواخر عمره على إقراء الفقه فدرس في المنهاج والتنبيه والحاوي بالجامع حلاً لكل منها في أشهر قليلة من غير مطالعة، وكان قد درس بالرواحية، وناب في تدريس الشامية البرانية، اجتمع في ذي الحجة سنة ست وثلاثين بالعادلية الصغرى، وذكر أنه قرأ على شيوخنا العراقي والبلقيني وغيرهما، وسمع من ابن المحب، وسمعت عليه جزء الخلفاء، من حديثه وسمع على شيئاً ومات في صفر، نقلت غالب ترجمته من كتاب القاضي تقي الدين الأسدي إلي - أبقاه الله تعالى.
طاهر بن عبد الله، المراكشي الشيخ المغربي نزيل مكة، مات بها في شوال، وكان قرا على عبد العزيز الحلفاوي قاضي مراكش وغيره، وكان خيراً ديناً صالحاً.