الشهبي ناب في القضاء مدة ودخل في قضايا كبار وفصلها، وولي بعض البلاد فحصل منها مالاً، وصار يتجر بعد أن كان مقلاً يتكسب من شهادة المخبز بالخانقاه الصلاحية، ولما ولي قضاء دمشق سار سيرة مرضية بحسب الوقت، ولم يعدم من يفتري عليه إلا أنه كان متساهلاً بحيث - لا يبحث عن القضايا الباطلة، وكان لا يتولى الحكم بنفسه ولا يفصل شيئاً ولا ينكر على ما يصدر من نوابه مع اطلاعه على حالهم.
أحمد بن محمد بن رمضان - المكي الشاعر المعروف بالحجازي أبو العباس، ذكر لي أنه ولد سنة ٧٧١ تقريباً بجياد مكة، فولع بالأدب وقدم الديار المصرية في سنة ست وثمانين وسبعمائة صحبة زكي الدين الخروبي وتردد، ثم استقر بالقاهرة وتكسب بمدح الأعيان، فكان ينشد قصائد جيدة منسجمة غالبها في المديح، فما أدري بمدح الأعيان أكان ينظم حقيقة أو كان ظفر بديوان شاعر من الحجزيين فكان يتصرف فيه! وإنما ترددت فيه لوقوعي في بعض القصائد على إصلاح في بعض الأبيات عند المخلص أو اسم الممدوح فيكون فيه زحاف أو كسر - والله يعفو عنه! وأظنه