ليقبض عليه، فبلغ ذلك جانبك الصوفي - ففر بمن معه فتبعوه - فجرح في المعركة وقبض عليه، وكوتب النائب فجهز المال ومعه سرية تحمله إلى حلب وكاتب السلطان في ذلك، فاتفقت وفاته ثاني يوم القبض عليه، فوصلت السرية فقبض المال وحز رأسه وجهزت إلى حلب ثم إلى القاهرة، ووصلوا بها أول جمادى الأولى، وطيف - بها في القاهرة واستقرت النفوس، وحصل لمن كان يهوى هواه ما لا مزيد عليه من الحزن، وبطلت الملحمة وتبين كذب من افتراها - والأمر كله بيد الله تعالى.
وفي يوم الخميس سابع عشرة رفع جماعة أن نور الدين بن سالم أحد نواب الشافعي حكم عليه في قضية، فطلبه السلطان فحضر، فسأله عن الشهود: لم لم يكتب أسماؤهم في الحكم؟ فأجاب بأن ذلك ليس شرطاً، فعارضه بعض من حضر، فأمر بضربه فضرب بحضرته وأخذ شاشه وأهين إهانة صعبة، فخرج وهو مكسور الخاطر لكونه مظلوماً، وكثر التأسف عليه،