إياهما أنهما غلطا عليه فيما وصفاه له - من الأدوية، فأمر بتوسيطهما فوسطا بالحوش، وذكر أن ابن العفيف استلم وتشهد، وأن الآخر مانع عن نفسه وعالج وسأل أن يفدي نفسه بخمسة آلاف دينار، فلم يجب، وقتلا.
وفي صبيحة يوم الأحد سلمت جثتهما لأهلهما، فدفناهما وراحاه من وزن الذهب - وعد ذلك من الأعاجيب.
وفيه غضب على عمر والي الشرطة وصودر على مال ثم أعيد، واشتد بالسلطان الضعف لعدم تناول الغذاء وساءت أخلاقه، وصار يأمر بأشياء فيها ضرر لبعض من يلوذ به فيظهر المأمور الامتثال ولا يفعل، واتفق أن ناظر الجيوش القاضي زين الدين - عبد الباسط انقطع يوماً بسبب ظلوع في ذراعه ثم عوفي وركب وفرح الناس -، واستمر كاتب السر صلاح الدين بن نصر الله - ضعيفاً منقطعا من يوم الجمعة ولم يظهر فيه الطاعون إلا أن مرضه شديد الحدة. فلما كان يوم الثلاثاء الرابع من ذي القعدة طلب السلطان الخليفة والقضاة والأمراء