وفيها أمر برقوق بعزل زين الدين الإسكندري نائب الحكم من الحكم أيضا أو ذلك بشكوى مأمور الحاجب لبرقوق منه أنه يمنع منه الخصوم، وأمر برقوق بشخص من العامة احتمى عند زين الدين المذكور من مأمور فضرب بالمقارع وجرس.
وفيها أحضر قاضي الحنفية جار الله إبراهيم الحلواني الوعظ فعزره وسجنه ومنعه من الكلام، وذلك أنه كان يوما في ميعاده يقرأ بالجامع الأزهر فأحضر له شخص يقال له القدسي كتابا فيه من مناقب الشافعي، فقال له: أمرك القاضي برهان الدين بن جماعة أن تقرأ هذا الكتب على الناس، فقرأه فمر فيه أن شخصا رأى النبي ﷺ في المنام وهو يقرأ هذه الآية: فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين، وأشار عند قوله: هؤلاء إلى أبي حنيفة وأصحابه وبقية الآية إلى الشافعي وأصحابه، فبلغ ذلك بعض الحنفية فشكوه إلى جار الله، فأحضره وعزره وأحضر القدسي فحلف أن ابن جماعة لم يأمره بشيء من ذلك وإنما اقترح هو ذلك من قبل نفسه وأراد أن تسمع الناس مناقب الشافعي ولم يعرف أن فيها هذه القصة فعزره الحنفي أيضا وسجنه، ثم سعى الشيخ سراج الدين البلقيني في أمر الحلواني