وفي صبيحة يوم الخميس ثامن عشرى ذي الحجة قبض على ناظر الجيش عبد الباسط ابن خليل بن يعقوب الشامي، وكان قد عظم قدره في دولة الأشرف جداً بحيث صار هو مدبر المملكة، ثم لما مات الأشرف قام في سلطنة ولده، ثم صار بعض الخاصكية يذمه وقاموا عليه مراراً ليؤذوه وهو ينتصف منهم إلى أن تغيرت الدولة، ثم حظى عند الملك الظاهر واستمر على طريقته في الإستبداد بالأمور ومخالفة الملك فيما يرومه، فلم يحتمل له ذلك واحتاط به لما طلع إلى الخدمة، وأحاطوا على منزله فقبضوا على ولده وبعض حريمه وأصعدوا إلى القلعة ليقرروا على أحواله، وفر غالب أتباعه منهم القائم بأموره شرف الدين ابن البرهان - وقبض على بعضهم -، وبرز فخر الدين التوريزي له ساعة القبض عليه فادعى عليه أنه يستحق في ذمته ثلاثين ألف دينار فأنكر فرسم عليه - له -، ويقال إنه ذكر له أنه كاتب نواب الشام الذين عصوا، فأنكر ذلك فعوق في قاعة في الحوش السلطاني.
وفي يوم الجمعة جعل أربعة من أتباعه في البرج وهم موسى بن البرهان كاتبه وموفق الدين كاتب الجيش وإبراهيم - الصغير - كاتب الباب