الأربعاء حادي عشره فشهد أنه مسعه يسب البارئ وغالب المسلمين سباً فاحشاً بغير اللسان العربي، وانه يعرف اللغة التي نطق بها، ومدلول الألفاظ السب الفاحش؛ فسئل حينئذ القاضي الحكم فيه فتأمل جميع ما قامت به البينة فرأى أنها لا تصدر من صحيح الإيمان بل من غير متمسك بملة من الملل وأنه بذلك يستحق إراقة دمه وعد قبول توبته، فأمر بإراقة دمه هدراً عالماً بالخلاف، فلما تكامل ذلك أركبه جملاً وأمر أن يطوف به الشوارع التي كان يعلن فيها بما تقدم ذكر، فلما وصل الرميلة أمر السلطان بضرب عنقه هناك فضربت.
وفي يوم الثلاثاء ثالث عشري شهر ربيع الآخر تأخر القاضي كمال الدين كاتب السر عن الخدمة بسبب تغيظ السلطان عليه في يوم الاثنين من أجل امرأة تظلمت من وقف عليها بدمشق استبدل في غيبتها، ثم حضرت إلى دمشق بعد مدة طويلة فرفعت الأمر لأحد نواب الحكم فحكم لها باسترجاعه، فأمر السلطان كاتب السر أن يكتب لها بتسليم الوقف، فتأمل ما بيدها فوجده لا نيفذ تسليهما ذلك فتباطأ في كتابة المرسوم، فلما سأله عن سبب البطوء قال: ليس معها حق، فغضب