نائب الشافعي ونائب القلعة بأمر السلطان فهدم الحوش المذكور بحضرتهم، فحضر جمع من أهل تلك القرية وأخبروا أن الجدار المستطيل المسامت لكنيسة كان للبستان المجاور للكنيسة، وأن البستان لما خرب وسقطت جدرانه وقلعت اشجاره بقي أثر الجدار المذكور، فادعى النصارى أنه كان جدار الحوش يتعلق بالكنيسة وأقاموا من شهد بذلك، فأذن نائب الحنفي في إعادته بنقضه، فجددوه كما تقدم، فظهر أن لا استحقاق لهم فهدم، وحصل لأهل تلك الناحية سرور كثير بذلك، فإن من كانوا فيه من الجيوش كانوا يستطيلون على من فيه وعلى من يمر بهم، فانخفضت دولتهم وانحطت رتبتهم - ولله الحمد.
وفي ذي القعدة قدم نائب حلب ولاقاه السلطان بالمطعم وخلع عليه، ثم قدم هدية هائلة وقدم كاتب السر بها وكان قدم صحبته تقدمته أيضاً.
وفي آخر ذي الحجة الحرام - طرق جمع من الفرنج في عدة مراكب ساحل الطينة، فاخذوا مركبين للتجار بما فيهما وأسروا من فيهما، ثم طوقوا الساحل فأحرقوا ما فيه من المراكب ونهبوا ما قدروا عليه.