اشتغل قليلا، وعني بالفقه، ويقال: إن شرف الدين البارزي أذن له فولي قضاء بلده ثم طرابلس ثم حلب في سنة ثلاث وخمسين، ثم تكررت ولايته لها وأقام مرة من سنة تسع وخمسين إلى سنة إحدى وسبعين، ثم ولي دمشق بعد تاج الدين البكي إلى أن عزل منها سنة خمس وسبعين، ثم أعيد في سنة تسع وسبعين، ثم عزل، ثم أعيد إلى أن مات. قال ابن حجي: سمعنا منه، وكان يحفظ الدرس جيدا، ويذاكر بأشياء حسنة، وخلف مالا طائلا، وقد حدث عن الحجار وغيره، ولم يكن مشكورا في الحكم ولا متورعا فيه، بل كان يأخذ الرشوة ظاهرا على ما قيل، مع أنه كان يكثر الصوم والحج والعبادة، ومن العجيب أنه ولي دار الحديث الأشرفية انتزعها من الحافظ عماد الدين بن كثير مع أن شرطها أن تكون مع أعلم أهل البلد بالحديث، فمقته الطلبة وعدوا عليه غلطات وفلتات، منها أنه قال: الجهبذ فنطق بها بضم الجيم وفتح الهاء، وكان طلق الوجه كثير السكون كثير المال والسعي، وكان يكتب خطا حسنا، ونسخ بخطه كتبا، وكان يحفظ الدرس جدا ويذاكر بوفيات وغيرها، وكان عارفا بالأحكام والمصطلح، كثير التودد والمروءة، عاش إحدى وسبعين سنة، وأول ما ولي قضاء بلده في سنة ثلاث وثلاثين، فكان يقول: