إلى فم الخليج الناصري عنده موردة الجيش وكان غرضه بذلك أن يستمر النيل في جهة بر مصر فلم يتم مراده، بل كان ذلك أعظم الأسباب في عكس ما قصده وانطرد النيل عن بر مصر حيث كان ينشف نصفه فنشف كله إلى قرب المقياس. ثم بعد عشرين سنة حفر النيل بغير سعي أحد وصار يلبث قليلا قليلا إلى هذه الغاية، ولم يلزم الخليلي أحدا من الناس فيما انفقه على هذا الجسر بغرامة درهم فما فوقه، فأنشد ابن العطار في ذلك:
شكت النيل ارضه … للخليلي فأحضره
ورأى الماء خائفا … أن يطأها فجسره
وفيها عمل الخليلي على النيل طاحونا تدور في الماء فاستأجرها منه بعض الطحانين فحصل منها مالا عظيما لكثرة من كان يأتي إليه برسم الفرجة.
وفيها في ثالث المحرم استقر سودون الشيخوني حاجب الحجاب، وأعطى إمرة تغرى برمش وأرسل تغرى برمش إلى القدس بطالا، واستقر أيدكار حاجب الميسرة.