للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشيء من ذلك بل يظن أن ذلك لأمر آخر، فلما أيسوا منه طلب القاضي بدر الدين بن أبي البقاء فأعيد إلى القضاء في يوم الخميس تاسع عشرين صفر، واستمر معه تدريس الشافعي، وتوجه ابن جماعة إلى القدس انتهى.

ويقال: إن برقوق كان يعرف قوة نفس برهان الدين بن جماعة فخشي أن لا يوافقه إذا رام أن يتسلطن ويعارضه فلا ينتظم امره، فعمل على عزله وتولية من لا يخالفه لكونه هو الذي أنشأ ولايته، وكان الشيخ برهان الدين الأبناسي يقول إنه لما واعد أوحد الدين ودخل إلى منزله ففتح المصحف فخرج: قال رب السجن أحب لي مما يدعونني إليه. فأطبقه وتغيب.

وفيها صرف همام الدين ابن الشيخ الاتقاني من قضاء الحنفية بدمشق، وأعيد نجم الدين بن الكشك، وكان وصل الخبر بعزله وولاية النجم فامتنع النواب من الحكم، فأنكر عليهم الهمام واستمر يحكم حتى قدم النجم فتوجه الهمام إلى النائب، وكان غائبا عن البلد ثم رجع معزولا. وكان الهمام من عجائب الدهر في الجهل والخبط وقلة الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>