وابن القماح وابن عدلان وغيرهم، وأخذ العربية عن أبي الحسن والد شيخنا سراج الدين بن الملقن، ودرس وأفتى، وشرح التعجيز في الفقه، وناب في الحكم، وكان عالما خيرا ذا مهابة وصيانة وعفاف قائما بالحق حتى أنه كتب على قصة سئل فيها أن يحضر يلبغا وهو إذ ذاك صاحب المملكة يحضر أو وكيله فلما وقف عليها يلبغا عظم قدره عنده، ويقال: إن ذلك كان بطريق الامتحان من يلبغا، وأنه لما أن جاءه الرسول قال له: قل له: إني أصالح غريمي فقال الرسول: والله ما أقدر إلا أن تروح معي أو وكيل أو الغريم يقول: قد أرضيت فأعجبه ذلك ودفع للرسول ألف درهم، وأرسل إلى القاضي ذهبا وبغلة، فرد ذلك، فاشتد اغتباطه به وعاتقاده فيه، وكان في سمعه ثقل بأخرة ولذلك يقال له: الأطروش، مات في ثامن ربيع الأول.
محمد بن محمد بن ناصر بن أبي الفضل، الفراء الحمصي ثم الحلبي، المعروف بابن رياح، ويعرف أيضا بالقيم وبالفقيه، ولد بحمص سنة ست وسبعمائة. وكان يحفظ القرآن ويتعانى التجارة في الفراء، وكان