وسمع بالحرمين ودمشق والقاهرة وذكر أنه سمع بجامع الأزهر على ناصر الدين الفارقي وذكر لي الشيخ زين الدين العراقي أنه اجتمع به في الحجاز، وكان شريف النفس، قانعا باليسير لا يتردد إلى أبناء الدنيا، مقبلا على شانه، بارا لأهل العلم، ورأيت في الدعوات أو بعدها من شرحه للبخاري أنه انتهى في شرحه وهو بالطائف البلد المشهور بالحجاز، كأنه لما كان مجاورا بمكة كان يبيض فيه وما أكمله إلا ببغداد، وذكر لي ولده الشيخ تقي الدين يحيى أنه سمع عليه جميع شرحه، ومات راجعا من مكة في سادس عشر المحرم بمنزلة تعرف بروض منها، ونقل إلى بغداد فدفن بها، وكان أعد لنفسه قبرا بجوار الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وبنيت عليه قبة، ومات عن سبعين سنة إلا سنة، فإن مولده كان في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة.
محمود بن عبد الله الانطالي باللام، شرف الدين الحنفي قدم دمشق