ثم بلغه أن ايتمش ومن معه في الحبس بقلعة دمشق وثبوا على نائبها، فأمسكوه وملكوا القلعة، فكر راجعا إلى دمشق، فقتل من قدر عليه وأخذ ما أمكنه من الأموال وتوجه إلى الجهة الشمالية، وتسلل أكثر من كان مع منطاش إلى الظاهر، فدخلوا القاهرة أرسالا واستولى الطنبغا الجوباني على دمشق وقبض على ما أمكنه من أصحاب منطاش، فلما وصلت الأخبار إلى القاهرة بذلك زينت عشرة أيام، ثم قدم عسكر طرابلس باستدعاء منطاش فوجدوه قد هرب، فقبض على أعيانهم أخذا باليد وجهزت سيوفهم إلى القاهرة.
وفي العشرين حضر السلطان دار العدل، ولم يدخلها المنصور منذ خلع الظاهر، ولما فرغ الموكب دخل السلطان القصر فحضر الخليفة ومعه القضاة. فقريء عهد السلطنة بحضرتهم وحضور الأمراء وخلع على الخليفة وركب من باب القصر حجرة بسرج ذهب وكنبوش مزركش،