ثم أعيد ثم مات في هذه السنة في شوال، فباشر الوظيفة نيفا وعشرين سنة، وكان مهيبا ساكنا قليل الكلام جدا قليل الاجتماع بالناس قصير البضاعة في البلاغة جدا إلا أن خطه حسن، وكان يستر نفسه بقلة الكلام وقلة الاجتماع. وكان يدعي أن ذلك من شأن وظيفته، وكانت له محاسن عديدة، وقام في مواطن محمودة، ونصيحته لمن يخدمه مشهورة، وعنوان شعره ما كتبه للملك الظاهر من دمشق لما تخلف مع منطاش:
يقبل الأرض عبد بعد خدمتكم … قد مسه ضرر ما مثله ضرر
والشغل يقضى لأن الناس قد ندموا … إذ عاينوا الجور من منطاش ينتشر
والله إن جاءهم من عندكم أحد … قاموا لكم معه بالروح وانتصروا
وقرأت بخط ابن القطان وأجازنيه أنه قرأ على الشيخ بهاء الدين بن عقيل، وعلى الحاوي في الفقه وفي ألفية ابن مالك حتى صار يعرب في القرآن وأنا حاضر والشيخ فخر الدين الضرير فيجيد ذلك، وكان والده قد حرص