عمل السلطان في كل يوم خبزا يفرق على الفقراء والحبوس والزوايا نحو عشرين أردبا قمحا، وحضر باب الأسطبل السلطاني نحو من خمسمائة فقير، ففرق السلطان فيهم، لكل نفر خمسون درهما، فتسامع الفقراء بذلك فحضر في الجمعة المقبلة ما لا يحصى عدده، فمنعوا من باب الأصطبل فازدحموا فمات منهم من الزحمة سبعة وأربعون نفسا، وأكثر السلطان في هذه السنة من الصدقات، ثم انحط السعر في جمادى الآخرة بعد أن بلغ مائة وسبعين فرجع كل إردب قمح إلى خمسين ثم ارتفع وعدم الخبز من الحوانيت مدة بسبب انقطاع الجالبين لأنهم كانوا قد خسروا، وتزاحم الناس على الأفران، فأمر السلطان علاء الدين ابن الطبلاوي أن يتحدث في السعر، ففعل ذلك فتزايد القحط، واختفى المحتسب وانتهى سعر القمح إلى مائة وعشرين ثم تراجع إلى الخمسين ثم عاد إلى الثمانين، ثم انحط وزاد النيل فأوفى في سابع ذي القعدة، ثم استقر إلى أن جاوز العادة في الزيادة وتأخر حتى خافوا فوات الزرع ثم فرج الله تعالى.
وفيه استقر قلمطاي الدويدار ناظرا على المدرسة الظاهرية الجديدة،