الأحنف بن قيس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قريش رؤوس الناس، ليس أحدٌ منهم يدخل من باب إلا دخل منه طائفة من الناس.
وقريشٌ: قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الذين سبق لهم الفضل من الله. قال الله عزَّ وجلَّ:) وإنه لَذِكرٌ لك ولقومِكَ (. ويقال: قريش عمارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنانةُ قبيلته، وعبدُ مناف بطنه. وكانت قريش تدْعي النضر بن كنانة. وكانوا متفرقين في بني كنانة، فجمعهم قصي بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر من كل أوب إلى البيت، فسُمُّوا قريشاً، والتقرُّش: التجمُّع. قال أبو عبد الله أحمد بن محمد العدويُّ القشيُّ: التجمُّع: أصح ما فيه عندنا. وقال غيره: الدليل على ذلك قولُ أبي جلدة اليَشْكُريَّ:
إخوة قرَّشُوا الذُّنوب علبنا ... في حديثٍ من عهدِنا وقديم
ولذلك سُمي قصيُّ بن كلاب مُجمِّعاً. قال حبيبُ بن أوسٍ الطائي يرثى بعض الأشراف:
غَدوا في زوايا نَعشهِ وكأنما ... قريشٌ قريشٌ يوم مات مُجمِّع
يريد بمجمِّع قصياً، وهو بني المشعر الحرام. وكان يُسرجُ عليه أيام الحج، فسماه الله عزَّ وجل مشعراً، وأمر بالوقوف عنده. قال الله تعالى:) فاذكروا الله عند المشعر الحرام (. وإنما جَمعَ قصيٌّ إلى مكة بني فهر بن مالك. فجدُّ قريشٍ كلِّها فهرُ بن مالك. فما دونهُ قريش، وما فوقه عرب مثلُ كنانةَ وأسدٍ