ولد نِزار بن مَعَدٍّ مضر وربيعةَ وإياداً وأنماراً. وأكثر أهل العلم بالنسب يقولون: إن أنمارا هو أبو بَجيلة وخَثعم لحق بأرض اليمن، فانتمى بنوه على جهلٍ منهم إلى أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن النَّبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ. وعمرو بن الغوث أخو الأزد بن الغوث. وقال ابن عباس وجُبير بن مطْعِم: إن خثعم وبَجيلة ابنا أنمار بن نزار، وهو قول اسحاق ومُصعب الزبيري. واحتجَّ من قال ذلك بقول جرير بن عبد الله البجليِّ، وكان سيِّد بَجِيلة يخاطب الأقرع بن حابسٍ وعُيينة بن حصنٍ من مضرَ بن نزارٍ.
ابْنَيْ نزار بن انصُرا أخاكما ... إنَّ أبي وجدتُه أباكما
لا تخذلا اليومَ أخا والاكُما
وقال بنسبتهم إلى اليمن جماعة من أهل العلم بالنسب، منهم ابنُ الكلبي. واحتجَّ من قال بهذا القول بما روى فروة بن مُسَيكٍ القُطيفيُّ المُراديُّ عن النبي عليه السلام. قال فروة: قلتُ يا رسول الله، أقاتل مَنْ أدْبَر من ١٨٨ قومي بمن أقبل منهم، وأقاتلُ أهل سبأ؟ قال:" نعم ". قال قلت: يا رسول الله، أخبرني عن سبأ ما هو؟ أرجلٌ أم مرأة أم أرض؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ليس بأرض ولا امرأةٍ، ولكنه رجلٌ وَلد عشرةً من العرب، تيامَن منهم ستة، وتشاءم منم أربعة. فأما الذين تشاءموا فلخمٌ وجذامُ وغسانُ وعاملةُ. وأما الذين تيامنوا فالأزدُ وحِمْير والأشعريون ومَذحِجُ وأنمارٌ ". فقال رجل: يا رسول الله أيُّ أنمار؟ قال عليه السلام:" التي فيها بَجيلة وخَثْعم ". وخثعم اسمه " أفتل "، سُمِّي باسم جَمَلٍ له، يقال له خثعم. وبجيلة نُسبوا الى أمهم بجيلة بنت مصعب بن سعدِ العشيرة. وأبوهم عبقر بن أنمار بن إراشٍ. وقد تقدَّم ذكر مضر وبنيه.
وأما ربيعة بن نزار فإن العرب وجميع أهل العلم بالنسب أجمعوا على أن اللباب والصريح من ولد اسماعيل بن ابراهيم صلى عليهما ربيعة ومضر ابنا نزار بن معدِّ بن عدنان لا خلاف في ذلك. ويقال لربيعة ربيعة الفرس، ولمضر مضر الحمرا، ولإياد إياد العصا، ولأنمار أنمار الحمار. والخبرُ في تسميتهما بذلك