وقال: إيت أمَّ المؤمنين فأعلمها بمكاني، وإياك أن يَطَّلع على على ذلك محمد بن أبي بكر. فأتى عائشة، فأخبرها، فقالت: عليَّ بمحمد، فقال يا أمَّ المؤمنين إنه قد نهاني أن يعلم به محمد فأرسلت إليه، فقالت: إذهب مع هذا الرجل حتى تجيئني بابن أختك. فانطلق معه، فدخل الأزديُّ على ابن الزُّبير، فقال: جئتك والله بما كرهت، وأبَت أمُّ المؤمنين إلا ذلك. فخرج عبد الله ومحمد يتشاتمان حتى انتهيا إلى عائشة في دار عبد الله بن خلف. وكان عبد الله بن خلف قُتِل يوم الجمل مع عائشة في طلب من كان جريحا، فضمَّت منهم ناسا، وضمَّت مروان فيمن ضمَّت، وكانوا في البيت.
نبذ من أخبارِ يوم الجمل
أوجب سياقها ذكر أمِّ المؤمنين عائشة وابن أختها عبد الله بن الزبير. الطبري: عن عيسى بن حِطَّان قال: حاص الناسحيصة يعني يوم الجمل ثم رجعنا وعائشة على جمل أحمر في هودج أحمر ما شبَّهته إلا القُنفذ من النَّبل. وحدَّث ابن عون عن أبي رجاء قال: ذكروا يوم الجمل فقال: كأني أنظر إلى خدر عائشة كأنه قُنفُذ مما رُمي فيه من النَّبل فقلت لأبي رجاء: قاتلت يومئذ؟ قال والله لقد رميت بأسهم ما أدري ما صنعن.
وانتهى محمد بن أبي بكر إلى الهودج ومعه عمار، وقطعا الأنساع عن الهودج واحتملاه. فلما وضعاه أدخل محمد يده وقال: أخوك محمد. فقالت: مُذمَّم. قال: يا أُخيَّةُ، هل أصابك شيء؟ قالت: ما أنت من ذاك. قال: فمن إذا الضُّلاَّل؟ قالت: بل الهُداةُ.
وانتهى إليها علي فقال: كيف أنت أي أمَّه؟ قالت: بخير. قال: يغفر الله لكِ. قالت: ولكَ.
وخرج محمد بعائشة حتى أدخلها البصرة فأنزلها في دار عبد الله بن خلف الخُزاعِّي على صفية بنة الحارث بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العُزَّي بن عثمان بن عبد الدار بن قُصي. وأبوها الحارث قُتل يوم أحد كافرا. قتله قُزمان،