وحدَّث قَطَن بن عبد الله الحُدَّايني قال: حدثني أبي قال: نا أبو غالب قال: كنتُ في مسجد دمشق فجاءوا بسبعين رأسا من رؤوس الخوارج، فنُصب على درج المسجد. فجاء أبو أُمامة، فنظر إليها فقال: كلاب جهنم شرُّ قتلى قُتلوا تحت ظلِّ السماء، وبكى ونظر إلي. قال: فقال: يا أبا غالب، إنك ببلد هؤلاء به كثير. قال: قلت: نعم. قال: أعاذك الله منهم. ثم قال: أتقرأ القرآن؟ قلت: نعم. قال:) هو الذي أنزل عليكَ الكتابَ مِنهُ آياتٌ مُحكماتٌ هُنَّ أمُّ الكتاب وأُخَرُ مُتشابهاتٌ (إلى قوله:) والراسخون في العلم يقولونَ آمَنَّا به (. قال: قلتُ: يا أبا أُمامة إني رأيتك تغرغرت لهم عيناك. قال: رحمة لهم إنهم كانوا من أهل الإسلام، فخرجوا من الإسلام. فقال له رجل: يا أبا أُمامة، أمِن رأيك تقوله أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني إذا لجريء، لقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع حتى عدَّ سبع مرات.
أبو غالب روى هذا الحديث عن أبو أُمامة اسمه حَزَوَّر: روى عنه أزهر ابن صالح وابن عيِّنة، وحماد بن زيد. ذكره مسلم صاحب الصحيح في كتاب " الكُنى ". وأبو أُمامة: هو حُدَيُّ بن عجلان الباهليُّ صاحب النبيِّ عليه السلام.
وروى الأعمش عن ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الخوارج كلاب النار ". وقال عليه السلام فيهم:" طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ".
[خبر مقتل علي رضي الله عنه]
ذكر عمر بن شَبَّة عن الضحَّاك بن مَخْلَد أبي عاصم النَّبيل وموسى بن إسماعيل أنه سمع أباه يقول: جاء عبد الرحمن بن مُلجم يستحمل عليا فحمله ثم قال:
أريدُ حباءهُ ويريدُ قَتلي ... عَذيري من خليليَ من مراد