نعيم فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أعْدِل. قال:" ويلك، ومَن يعدل إذا لم أعدِل! قد خِبتُ وخسِرتُ إن لم أعدِل ". فقال عمر: يا رسول الله، إئذن لي فيه أضرب عنقه. فقال له:" دعه، فإن له أصحابا يحقِر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم. يقرؤون القرآن ولا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدِّين كما يمرَق السَّهم من الرميَّة، ينظر إلى نَصله فلا يوجد فيه شيء، ثم يُنظر إلى قُذَذِه، فلا يوجد فيه شيء، ثم يُنظَر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم يُنظر إلى نَضِّه " وهو قِدْحُه " فلا يوجد فيه شيء. قد سَبَقَ الفَرثَ الدَّمَ. آيتهم رجل أسود، إحدى عضُدَيه مثل ثدي المرأة، أو مثل البَضْعَة، تَدَرْدَرُ، يخرجون على حين فُرقة من الناس ".
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم، وأنا معه. فأمر بذلك الرجل فالتُمس في القتلى، فأُتي به، حتى نظرتُ إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته.
وعن يزيد بن أبي زياد قال: سألت سعيد بن جُبير عن أصحاب النهر فقال: حدَّثني مسروق قال: سألتني عائشة، رضي الله عنها وعنهم، فقالت: هل أبصرت أنت الرجل الذي يذكرون ذو الثَّديَة؟ قال: فقلتُ لم أره. ولكن شهد عندي من قد رآه. قالت: فإذا قَدِمتَ الأرض فاكتب إليَّ بشهادة نفر قد رأوه. قال: فجئتُ، والناس أسباع. قال: فكلَّمت من كلِّ سُبع عشرة ممَّن قد رآه. قال: فقلت: كلُّ هؤلاء عدل رضا. فقالت: قاتل الله فلانا، فإنه كتب إليَّ أنه أصابه بمصر.
قال يزيد: وحدَّثني من سمع عائشة، رحمها الله، تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه من شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي ".