للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحق في موطن الحقِّ يعظم الله به الأجل ويحسن عليه الذخر. فمن صحته نيته واقبل على نفسه كفاه الله ما بينه الناس، ومن تخلق للناس بما يعلم الله أنَّه ليس من نفسه شأنه الله، فما ظنك لثواب الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته؟ والسلام ".

وما جاء في تقشُّفه وتواضعه وحدِّه

وسداد قوله رضي الله عنه مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاريِّ أنه قال: قال أنس ابن مالك: رأيت عمر بن الخطاب، وهو يومئذ أمير المؤمنين، وقد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث، لبَّد بعضها فوق بعض. مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. عن أنس بن مالك قال: رأيت عمر بن الخطاب وهو يومئذ أمير يطرح له صاع من تمر، فيأكله حتى يأكل حشفها. مالك عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب أدرَّك جابر بن عبد الله، معه حمَّال لحم فقال: ما هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين قرمنا إلى اللحم، فاشتريت بدرهم لحماً. فقال عمر ألا يريد أحدكم أن يطوي بطنه عن جاره أو أبن عمِّه؟ أين تذهب عنكم هذه الآية:) أذهَبْتُمْ طيِّباتِكم في حياتِكم الدُّنيا واستمتُعتم بها (؟ مالك عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب كأن يأكل خبز بسمن فدعا رجلاً من أهل البادية، فجعل يأكل ويتتبع بالقمة وضر الصِّحفة.

فقال له عمر: كأنك مقفر. فقال: والله ما أكلت سمناً ولا رأيت أكلاً به منذ كذا وكذا. فقال عمر: لا أكل السَّمن حتى يحيى الناس من أول ما يحيون.

وقال أبو عثمان النَّهديُّ: رأيت عمر بن الخطاب يطوف حول البيت، وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة إحداهن بأدمٍ أحمر. وقال الحسن البصري: بينا عمر يعسُّ بالمدينة في الليل أتى على امرأة من الأنصار تحمل قربة. فسألها فذكرت أن لها ريالاً، وأن ليس لها خادم، وأنها تخرج من الليل فتسقيهم من الماء، وتكره أن

<<  <  ج: ص:  >  >>