للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب]

كان أبو طالب شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناصرا له يغضب له يغضب له ويحوطه. وهو القائل فيه عليه السلام من قصيدة طويلة:

وأبيضَ يَسْتَسقَى الغمامُ بوجههِ ... ثِمالَ اليتامى عِصمةٌ للأراملِ

يلوذُ به الهُلاَكُ من آلِ هشامٍ ... فهم عندَه في نعمةٍ وفواضلِ

كذبتمْ وبيتِ الله نُبْزَى محمداً ... ولمَّا نُطاعنْ دونَه وتُناضلِ

ونُسلمُهُ حتى نُصرِّعَ حولَهُ ... ونَذهبَ عن أبنائنا والحلائلِ

وفي الأثر أن أهل المدينة أقطحوا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فشكوا إليه ذلك، فصعد رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فاستقى، فما لبث أن جاء من المطر ما أتاه أهل العوالي يشكون من الغرق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهمَّ حوالينا ولا علينا ". فانجاب السحاب عن المدينة، فصار حواليها كالإكليل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لسرَّه ". فقال بعض أصحابه: كأنك يا رسول الله أردت قوله:

وأبيضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه ... ثِمالَ اليتامى عصمةٌ للأراملِ

<<  <  ج: ص:  >  >>