وأقام الحجَّ للناس في سنة ثمان عُتَّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية: وهو أول أمير أقام الحجُّ في الإسلام. وحجَّ المشركون على مشاعرهم، وكان عتاب شابا خيِّرا فاضلا ورعا. وآخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك غزاها في الحرّ الشديد. وفيها افتُخح المنافقون واعتذروا، فلم يقبل الله عذرهم، وتاب الله فيها على الثلاثة الذين خُلِّفوا؛ وهم: كعب بن مالك السَّلميُّ الخزرجيُّ من بني سَلَمَة بن سعد، وهلال بن أميَّة الواقفيُّ الأوسيُّ، ومُرارة بن الربيع العَمريُّ من بني عمرو بن عوف الأوسي رضي الله عنهم. وكانت غزوة تبوك في رجب سنة تسع.
وفي سنة تسع حجَّ أبو بكر الصدّيق بالناس، وأنزلت سورة براءة بعد ما سار أبو بكر فبعث النبيُّ عليه السلام عليّا رضي الله عنه في إثره، فقرأها على الناس في تلك الحجَّة، وأعطى لكلِّ ذي عهد عهده إلى مُدَّته.
[أزواجه صلى الله عليه وسلم]
وتزوج الرسول الله صلى الله عليه وسلم عدداً كثيراً من النساء، خص بذلك دون أمه بجمع أكثر من أربع، وأحل له منهن ما شاء. فالمجتمع عليه من زوجه إحدى عشرة امرأة. وهن: خديجةُ بنتُ خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصيِّ بن كلاب بن مُرّة ابن كعب بن لؤي. وأُمُّها فاطمة بنت زائدة بن الأصمِّ. والأصمِّ اسم جُندَب ابن رواحة بن حَجَر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي. وكانت خديجة أبي هالة زُرارة بن تَبَّاش بن عَدي بن حبيب بن صُرَد بن سلامة بن جروة بت أسيَّد بن عمرو بن تميم التميميُّ. فولدت له هند بن أبي هالة، وهالة بن أبي هالة، وقد تقدَّم ذكرها في بني تميم. ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم. ثم خَلَفَ عليها بعد عتيق المخزومي رسول الله