وحفظ الحسن عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أحاديث، ورواها عنه. منها حديث الدُعاء في القُنوت. ومنها:" إنا آل محمد لا تحلُّ لنا الصدقة ". وكان الحسن رضي الله عنه مُحبا في النساء، كثير النِّكاح، كثير الطلاق. وكان علي يستحيي من أصهار الحسن، فخطب الناس وقال: إن الحسن مَطلاق فلا تُنكِحوه. فقام إليه رجل من همدان، فقال: يا أمير المؤمنين: والله لنُنكحنَّه فيُمسك من شاء ويطلِّق من شاء. فقال علي، وقد سُرَّ بقول الهمدانيِّ:
لِهمْدانَ أخلاقٌ ودينٌ يَزِينُهم ... وبأسٌ إذا لاقَوْا وحسنُ كلامِ
فلو كنتُ بواباً على باب جنَّةٍ ... لقلتُ لهمْدانَ: ادخُلوا بسلامِ
وكان عليٌّ رضي الله عنه، مُحَبا في هَمدان. وقال يوم الجمل في بطن منهم، وهم بنو ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بَكيل بن جُشَم بن خَيْوان بن نَوف بن هَمْدان:" لو تمَّت عِدَّتُهم ألفا لَعُبد الله حقَّ عبادته ". وكان إذا رآهم تمثَّل بقول الشاعر:
كالهنْدُوانيَّ لم تُفْلَلْ مَضاربُهُ ... وجهٌ جميلٌ وقلبٌ غيرُ وجَّابِ
[خلافته]
وولِيَ الحسن بعد موت عليٍّ عليهما السلام لسبع بقين من شهر رمضان سنة أربعين، وصالح معاوية في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين. وقد قيل: في جُمادى الأولى من هذه السنة، ويُسمّى عام صلحه مع معاوية " عام الجماعة ". فكانت خلافته ستة أشهر، تمَّت بها ثلاثون سنة للخلافة.