وهو عبد الله بن أبي قحافة. واسم قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب ابن سعد بن تيم بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مُرَّة بن كعب، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مُرَّة ستة آباء. وكذلك أبو بكر بينه وبين مُرَّة ستة آباء. فهو في قُعدد النَّسب، مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو تيميٌّ ينتسب إلى تيم بن مُرَّة. وكان اسم أبي بكر في الجاهلية عبد الكعبة، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. وهو أول من آمن بالنبيِّ عليه السلام من الرجال، وأول من صلَّى معه في قول طائفة من أهل العلم بالسِّير والخبر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من أحدا عرضتُ عليه الإسلام إلا كانت له فيه كبوة غير أبي بكر، فإنه لم يتلعثم ". وسَمِّي صدِّيقا لتصديقه النبيِّ صلى الله عليه وسلم في خبر الإسراء وسُمِّي عتيقا لجماله وعتاقة وجهه، وقيل: لعتقه من النار.
قالت عائشة رضي الله عنها: إني لفي بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالفناء وبيني وبينه السِّتر إذ أقبل أبو بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من سرَّه أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا ". وإنَّ اسمه الذي سمَّاه به أهله لعبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو. وروى مالك عن سالم أبي النَّضر عن عبيد بن حنين، عن أبي سعيد الخدريِّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ من أمَّن الناس عليَّ في صحبته أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتَّخذت أبا بكر خليلا لا تَبقَيَنَّ في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر "، وروي هذا الحديث عن مالك في غير الموطأ، ولم يقع فيه من رواية يحيى الأندلسيِّ، ولا من رواية رواة الموطأ كلِّهم. وخرجه مسلم بزيادة. في أوَّله عن مالك.
مسلم: حدثني عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد، قال: نا معن، قال: نا مالك عن أبي النضر، عن عبيد بن حنين، عن أبي سعيد أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر، فقال:" عبد خيَّره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا، وبين ما عنده فاختار ما عنده ". فبكى أبو بكر وبكى، وقال: فديناك بآبائنا وأمَّهاتنا. قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو المُخيَّر، وكان أبو بكر أعلمنا به، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنَّ من أمَّن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام، لا تَبقَيَنَّ في المسجد خوخة