ولما كان من أمر الحَكَمَين ما كان خَرَجت الخوارج على عليٍّ، فكفَّروه، وكفَّروا كلَّ مَن معه، إذ رضي بالتحكيم، وقالوا له: حَكَّمت الرجال في دين الله، والله يقول:" إنِ الحكمُ إلا للهِ ". ثم اجتمعوا، وشقُّوا عصا المسلمين، ونصبوا راية الخلاف، وسفكوا الدماء، وقطعوا السُّبل، وقتلوا عبد الله بن خَبَّاب بن الأرتِّ ذبحا. وقيل إنهم ضربوا عنقه، وبقروا بطن امرأته، وهي حُبلى، أبعدهم الله.
وخبَّاب: أبوه من خيار الصحابة، شهد بدرا، وكان من المعذَّبين في الله بمكة في أول الإسلام. وهو من بني سعد بن مناة بن تميم. وكان أصابه سِباء، فبيع بمكة، فاشترته أمَّ أنمار الخُزاعية، وهي أمُّ أبي نياز سِباع بن عبد العُزَّى الخُزاعيِّ الغُبشانِّي، حليف بني زُهرة، فأعتقته. وكانت أمُّ سِباع ختَّانة بمكة. ولولدها سباع قال حمزة يوم أُحد: هلمَّ إليَّ يا بن مقطِّعة البظور. وحين التقيا ضربه حمزة فقتله.
وانظمَّ خُباب إلى سِباع، وادَّعى حلفَ بني زُهرة بهذا السبب. وكان خباب رجلا قَيْنا. وكان بظهره بَرص. الواقديُّ قال: كان خُبَّاب يُكنى أبا عبد الله. ومات بالكوفة سنة سبع وثلاثين، وهو ابن ثلاث وستين أو ثلاث وسبعين. وهو أوّل من قَبَرَه علي بالكوفة، وصلى عليه مُنصرَفَه من صفين، وله عقب.
كيفية قتل الخوارج عبد الله بن خَباب
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ في كتاب " الشريعة " له: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغويُّ قال: نا شيبان بن فرُّوخ قال: نا سليمان بن المغيرة، عن شيبان بن هلال، عن رجل كان مع الخوارج، ثم فارقهم. وحدَّثنا جدِّي وأبو خَيثَمة زُهير بن حرب قالا: نا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب، عن حُميد بن هلال، عن رجل من عبد القيس كان مع