للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رَوى " سفينة " مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثُم تَعود مُلكاً ". ولما بويع الحسن سار إلى معاوية بجنود العراق، وسار إليه معاوية بأهل الشام، فالتقوا بموضع يقال له " مَسْكِن " بأرض الكوفة، فاصطلحوا. وسلَّم الحسن إليه الخلافة. واشترط عليه شروطا، منها أن يذهب ما بين أهل العراق وبين أهل الشام من الذُّحول والضغائن، وأن يكون له الأمرُ من بعده. فرضي معاوية كلَّ ما اشترط عليه الحسن، وكاد يطير فرحا.

البخاريُّ: نا عبد الله بن محمد. نا سفيان عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان بكتائب أمثال الجبال. فقال عمرو بن العاصي: إني لأرى كتائب لا توليَّ حتى تقتل أقرانها فقال معاوية: وكان والله خير الرجلين. أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء مَن لي بأمور الناس؟ مَن لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس: عبد الرحمن بن سَمُرة وعبد الله بن عامر. فقال: اذهبا إلى هذا الرجل، فأعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه، فأتياه، فدخلا عليه، فتكلما. وقالا له، وطلبا إليه. فقال لهم الحسن بن علي: " إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإنَّ هذه الأمة قد عاثت في دمائها ".

قالا له: فإنه يعرض عليك كذا كذا، ويطلب إليك ويسألك. قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به. فما سألهما شيئا إلا قالا: نحن لك به. فصالحه. فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على

<<  <  ج: ص:  >  >>