للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما إنَّ هذا قاتلي. قيل له: فما يمنعك منه؟ قال: " إنه لم يقتلني بعد ". وأُتي علي فقيل له: إنَّ بن مُلجم يسُمُّ سيفه ويقول: إنَّه سيفتك فتكة تُحدِّث بها العرب. فبعث فيه وقال له: " لِمَ تَسُمُّ سيفك؟ " فقال: لعدوِّي وعدوَّك. فَخَلَّى عنه، وقال: " ما قَتَلَني بعد ".

وكان سبب قتل ابن مُلجم لعلي أنه خطب امرأة من بني عِجل بن لُجَيم يقال لها قَطام وقال المُبرَّد: إنها قطام بنت علقمة بن تَيم الرِّباب وكانت ترى رأي الخوارج. وكان عليٌّ قد قتل أباها وإخوتها بالنَّهروان، فلما تعاقد الخوارج على قتل علي وعمرو بن العاصي ومعاوية بن أبي سفيان خرج منهم ثلاثة نفر لذلك. وكان عبد الرحمن بن مُلجم المراديُّ حليفا لهم من تَجوبَ، وقيل من السَّكون من كِندة. وقيل من حِمْير هو الذي اشترط قتل علي منهم. والثاني الحجاج بن عبد الله: وهو البُرَكُ التَّميميُّ الصَّريميُّ اشترط قتل معاوية. والثالث زَاذَوَيهِ: مولى بن العنبر بن عمرو بن تميم. اشترط قتل عمرو بن العاصي. وتواعدوا أن يكون ذلك في ليلة واحدة، وهي ليلة سبع عشرة، وقيل: ثمان عشرة، وقيل: ليلة تسع عشرة من رمضان.

فدخل ابن مُلجم، لعنه الله، الكوفة عازما على ذلك، واشترى لذلك سيفا بألف، وسقاه السُّمَّ فيما زعموا حتى لفظه. وكان في خلال ذلك يأتي عليا، ويستحمله فيحمله. إلى أن وقعت عينه على قَطَام، وكانت امرأة رائعة جميلة، فأعجبته، وكانت معتكفة بالمسجد الأعظم بالكوفة، ووقعت بنفسه فخطبها فقالت: آليت أن لا أتزوج إلا على مهر لا أريد سواه فقال: وما هو؟ قالت: ثلاثة آلاف وعبد وقينَةٌ وقَتْلُ علي بن أبي طالب. فقال: والله قصدتُ لقتل

<<  <  ج: ص:  >  >>