علي بن أبي طالب والفَتكِ به، وما أقدمني إلى هذا المصر غير ذلك. ولكن لما رأيتك آثرت تزويجك. فقالت: ليس إلا الذي قلت. فقال لها: وما يُغنيك أو يُغني منك قتْلُ علي، وأنا أعلم إن قَتَلْتَهُ لم أفُتْ؟. فقالت: إن قتلته ونجوت فهو الذي أردت أن تبلغ شفاء نفسي، ويهنيك العيش معي. وإن قُتلت فما عند الله خير من الدنيا وما فيها. فقال لها: لكِ ما اشترطتِ.
وفي تزوُّج ابن مُلجم لقطام وما دار بينهما في قتل علي يقول شاعر الخوارج:
ولم أرَ مَهراً ساقَهُ ذو سَماحةٍ ... كمهرِ قَطامٍ من فَصيحٍ وأعجمِ
فلا مهرَ أغلى من عليٍّ وإن غَلا ... ولا فَتْكَ إلا دونَ فتكِ ابن مُلجمِ
وقيل: إن عدوَّ الله ابن ملجم جلس مع شبيب بن بَجرَة الأشجعي بعد محاورة كانت بينهما في قتل علي قُبالة السدَّة التي يخرج منها علي إلى المسجد. فخرج علي إلى صلاة الصبح فبدره شبيب فضربه فأخطأه، وضربه عبد الرحمن بن ملجم على رأسه وقال: الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك. فقال علي:" فزْتُ وربِّ الكعبة. لا يفوتنَّكم الكلب ". فشدَّ عليه الناس من كلِّ ناحية. فلما همَّ الناس به حمل عليهم بسيفه، فأفرجوا له، فتلقَّاه المُغيرة بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب بقطيفةٍ، فرمى بها عليه واحتمله، وضرب به