عَمرو بن العاصي مُقبلاً من عند النَّجاشي يريد الهجرة. فاصطحبوا جميعا حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة. فقال رسول الله حين رآهم:" رمتْكم مكةُ بأفلاذِ كبِدها " يقول: إنهم وجوهُ مكةَ، فأسلموا. ثم شهد عثمان بن طلحة فتح مكة، فدفع رسول الله مفتاح الكعبة إليه وإلى ابن عمِّه شيْبة بن عثمان بن أبي طلحة، وكان من مُسلمة الفتح. وقيل: بل أسلم بحُنين.
وقال لهما عليه السلام:" خذوها، يا بني أبي طلحة، خالدةً تالدةً إلى يوم القيامة، لا ينزعها منك إلا ظالم ". فبنو أبي طلحة هم الذين يَلُونَ سِدانةَ الكعبة دون بني عبد الدار. ثم نزل عثمان بن طلحة المدينة فأقام بها إلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم انتقل إلى مكة، فسكنها حتى مات بها في أول خلافة معاويةَ سنة اثنتين وأربعين. وقيل إنه قُتل يومَ أجنادين.
وابنُ عمه شيبة بن عثمان: هو جدُّ بني شيبةَ حَجَبةِ الكعبة إلى اليوم. وتوفى في آخر خلافة معاوية سنة تسعٍ وخمسين. وقيل: بل تُوفي في أيام يزيد. وهو من فضلاء المؤلفة قلوبهم.
وابنته صفيةُ بنتُ شيبةَ: يُروى عنها الحديث؛ روى عنها ميمون بن مِهْران الجزريُّ وعُبيدُ اللهِ بن أبي ثور والحسن بن مسلم وإبراهيم بن مُهاجر. وروت هي عن ... فمِمَّا روى عنها الحسن بن مسلم ما ذكره ابن الجارود في " الملتقى " فقال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن الدَّوقيُّ وإسماعيل بن أبي الحارث قالا: نا يحيى، وهو ابن أبي بُكير عن إبراهيم بن طَهمان قال: حدثني بُديل عن الحسن بن مسلم عن صفية بنتِ شيبةَ عن أم سَلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المتوفي عنها زوجُها لا تلبسُ المعصفر من الثياب، ولا الممشَّقة، ولا الحَلْيَ، ولا تختضبُ، ولا تكتحلُ ". قال: وحدثني بُديل أن الحسن بن مسلم قال: لم أرَهم يَرَونَ بالصبرِ باساً.
وممَّن رَوى عنها إبراهيم بن مَهاجر ما ذَكره أبن الجارود أيضا في المنتقى،