ذلك ابن قُتيبة. وكان المسور فقيها من أهل الفضل والدين. يروى عن عمر وخاله عبد الرحمن بن عوف وسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحفظ عنه. ومما حفظ عنه أنه سمع النبيَّ عليه السلام يقول:" إنَّ بني هشام بن المُغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم عليَّ بن أبي طالب، فلا آذنُ، ثم لا آذنُ ". روى الحديث مُسلم من طُرق بسنده إلى أبي مُليكة عن المسور.
وقال المسور في أتمَّ سياق هذا الحديث: إنه سمع النبيَّ عليه السلام يخطب في شأن فاطمة ابنته، وهو مُحتلم يومئذ. وهذا يرد قول ابن قتيبة في سنِّ المسور حين قُبض النبي صلى الله عليه وسلم. وكان قال: إن يزيد بن معاوية يشرب الخمرَ فبلغه ذلكَ. فكتب إلى أمير المدينة فجلده الحدَّ. فقال:
أيشرَبُها صرفا يَفُتُّ ختامَها ... أبو خالدٍ، ويُجلَدُ الحدَّ مِسْورُ؟
وماتَ سنة أربعٍ وستين وكان مع ابن الزبير بمكة حين حوصر، فأصابه حجر فمات.
ووَلد المسور عبد الرحمن وأمُّه بنت شُرحبيل بن حسنة، وحَسنةُ أمهُ، وهي مولاةُ مَعمر بن حبيب بن وهب بن حُذاقة بن جُمحَ. وأبوهُاسْمه عبد الله بن المُطاع بن عمروا من كندة. وقال ابن هشام هو شُرحبيل بن عبد الله، أحدُ بني الغوث بن مُرِّ أخي تميم بن مُرّ. وكنيةُ شُرحبيل أبو عبد الله، وهو حليف بني زهرة، وكان من مهاجرة الحبشة، ومن المعدودين في وجوه قريش. وكان أميراً على ربع من أرباع الشام لأبي بكرٍ وعمر. وتُوفي بطاعون عَمَواسَ سنة ثمانِ عشرةَ، وهو ابنُ سبع وسبعين سنة.
ووَلد عبدُ الرحمن بن المسور أبا بكر بن عبد الرحمن، وكان شاعرا. وهو القائل: